الوحدة الوطنية السعودية- قوة الأجيال وطموح الرؤية

المؤلف: أحمد الجميعة11.23.2025
الوحدة الوطنية السعودية- قوة الأجيال وطموح الرؤية

في كل عام، ينغمر السعوديون في احتفالات اليوم الوطني، وتتسامى آمالهم نحو تحقيق المزيد من الإنجازات التنموية الطموحة، وتعزيز القدرة التنافسية على الصعيد العالمي، واقتناص الفرص الواعدة للمستقبل المشرق. يواصل أبناء المملكة العمل الدؤوب يداً بيد مع قيادتهم الرشيدة، متجاوزين كل التحديات بعزيمة لا تلين، ومستشعرين مسؤولياتهم الوطنية بكل فخر واعتزاز. يقفون صفاً واحداً متماسكاً في وجه كل من تسول له نفسه النيل من وحدة الوطن وأمنه واستقراره، مؤكدين بذلك ولاءهم وانتماءهم الخالص. تشهد الأرقام والإحصائيات، في ظل رؤية السعودية 2030، على حجم الإنجازات المتحققة، وما هو أعظم منها ينتظرنا بعزيمة وإصرار لا يعرفان المستحيل.

قبل أربعة وتسعين عاماً، أُعلن عن توحيد المملكة العربية السعودية، تتويجاً لرحلة كفاح ونضال استمرت ثلاثة وثلاثين عاماً. وصلنا إلى تلك اللحظة الفارقة في تاريخنا، حيث أصبح الوطن كياناً واحداً موحداً، بقيادة واحدة حكيمة، ومواطنين متكاتفين تجمعهم هوية وطنية واحدة، لا تفرق بينهم ولا تميز أحداً على آخر. وعلى امتداد هذه العقود الطويلة، توارثت الأجيال السعودية هذه الوحدة جيلاً بعد جيل، وأصبح التمسك بها عنواناً بارزاً على خارطة هذا الوطن، رغم كل الظروف الصعبة والأخطار المحدقة والتحديات الجسام. لقد ضحى السعوديون بأرواحهم فداءً لهذا الوطن الغالي، ودفاعاً عن ترابه الطاهر.

لقد تعاقبت على المملكة العربية السعودية خمسة أجيال، بدءاً من «جيل التأسيس» العظيم، الذي قاده المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه-، ثم «جيل التوحيد» من الآباء والأجداد الذين رسخوا دعائم هذا الإرث العظيم، ومروراً بـ«جيل الطفرة» الذي استثمر خيرات هذا الوطن في البناء والتنمية الشاملة، ثم «جيل الألفية» الذي أسهم بفاعلية في مرحلة التحديث والتطوير. واليوم، مع «جيل الرؤية» المباركة، تتواصل عطاءات السعوديين الكرام وهم على العهد باقون، متمسكين بالمبادئ والقيم الأصيلة، ساعين للحفاظ على وحدة الوطن وتماسكه، فكل جيل يكمل مسيرة الجيل الذي سبقه، ويرتقي بالوطن إلى المكانة الرفيعة التي يستحقها على الصعيد العالمي.

ويبقى «جيل الرؤية» الشاب، الذي يعيش اليوم مرحلة استثنائية من تاريخ وطنه، مرحلة زاخرة بالتنمية والتقدم والازدهار في المجالات كافة. هذا الجيل مطالب أكثر من غيره من الأجيال السابقة بالحفاظ على وحدة هذا الوطن، والذود عنه بكل غال ونفيس. فالتحول الوطني الهائل الذي تشهده المملكة في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين -حفظهما الله ورعاهما-، والمشاريع النوعية العملاقة، والأرقام القياسية التي فاقت التوقعات، كل ذلك قد أفرز أعداء جدداً وحاقدين وحاسدين لما وصلت إليه المملكة من تطور ورخاء. هؤلاء الأعداء يتخذون من شبكات التواصل الاجتماعي وسيلة لبث سمومهم، وزرع الفتنة، والتشكيك في المنجزات، وإثارة الرأي العام، وتشويه الصورة النقية للمملكة بالأكاذيب والتضليل والأباطيل.

ولهذا؛ يجب أن يكون هذا الجيل الشاب أكثر وعياً ومسؤولية -وهم كذلك- في التصدي لكل هؤلاء المأجورين والمسيسين والمرتزقة، والدفاع عن هذا الوطن الأبي الذي لا يزال يواجه حملات مغرضة ومكشوفة ورخيصة في شبكات التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص. يجب التأكيد على أن هذا الجيل لن يقل بأي حال من الأحوال عن عطاءات من سبقوه في التضحية من أجل هذا الوطن المعطاء، والتلاحم الوثيق مع قيادته الرشيدة، والحفاظ على مكتسباته ومنجزاته العظيمة. والشواهد التي نراها اليوم ماثلة أمام أعيننا تثبت أن «جيل الرؤية» هو سور عالٍ منيع في وجه كل من يحاول النيل من وحدتهم الوطنية، وأنهم على العهد باقون أباً عن جد.

وكل عام ووطننا الغالي وقيادته الملهمة وشعبه الوفي بألف خير وعز وتمكين وازدهار.

سياسة الخصوصية

© 2025 جميع الحقوق محفوظة